روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | ـ وكان بين ذلك قواما ـ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > ـ وكان بين ذلك قواما ـ


  ـ وكان بين ذلك قواما ـ
     عدد مرات المشاهدة: 2579        عدد مرات الإرسال: 0

= حتى لا تغرقي في دوامة الاستهلاك:

من الدعائم الأساسية التي ينبغي للمسلم أن يُقيم حياته عليها، وبها يُكوّن أسرته، ويصلح مجتمعه، ويسمو بأمته وينهض بها ويقيل عثرتها، تلك القاعدة التي جاءت في أمر الخالق سبحانه: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ...} [الحجر:88]، وفي سورة طه قال: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْك إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ...} [طه:131].

وجاء هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ناصحا لنا حريصا علينا ألا نتطلع إلى من تفتح عليهم الدنيا بمُتعها وزينتها، بل علينا أن نتفقد أحوال المساكين والفقراء فإن ذلك حريُّ بنا أن نشكر نعمة الله علينا.

ولا ينكر أحد أن الكل مأمور بحسن تدبر أمور دنياه وما آتاه الله من مال وإستخلفه فيه، ولا ينسى وهو يستمتع بطيبات ما أحل الله، أن المال أمانة، «وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيم أنفقَهُ» جزء من حديث رواه ابن حبان والترمذي.

وأنت أيتها الأخت المسلمة التي جعلك الله راعية في مالك، ومال زوجك، بل أنتِ قوام الأسرة فاذا إنصلحتِ إنصلح حال زوجك وأبنائك، إليك هذه الإضاءات لتحفظي الأمانة:

= أولا: إن أمتنا المسلمة قد إستهدفت إستهدافا صارخا لتحويلها إلى أمة مستهلكة حتى يتمكن أعداؤها من إهلاكها، وإن المتربصين بنا قد صوبوا أسلحتهم البراقة عليكِ لإختراق تلك الأمة العظيمة وإبعادها عن هدى نبيها.

= ثانيا: إحذري أن تكوني من اللاتي كلما دخلن بيت جارة أو أخت أو أحد الأقارب أو حتى النظر في المنازل المعروضة في وسائل الإعلام، تأخذها اللهفة، وتعقد المقارنات، وتتحسر وتتمنى أن يكون لها مثل ما في تلك المنازل، فمن هذه حالها لا تقنع بما عندها، بل يصل بها الأمر إلى التذمر مما هي فيه، فإحذري من هذه الحال حتى لا تتحول حياتك إلى سلسلة من الحسرات.

= ثالثا: إياكِ أن تجعلي كل حرصك على تتبع الجديد في عالم الأزياء والأثاث والسيارات والعقارات، فإن نتيجة ذلك إما أن تكوني ممن يتسابقون لتحصيلها، أو إذا لم تكن لديك المقدرة تنساقين إلى ما لا يحمد عقباه.

= رابعا: إستنادا إلى أن البنات ينشأن في الحلية، وأن المرأة مجبولة على حب الجمال، إنهالت وسائل الإعلام الهدامة بغمر الأبصار والأذهان بطوفان التزين والتحلي، فعليك الإنتباه واليقظة مما يُبث إلى المشاعر، فقد تسابقوا حتى في تسهيل وصول منتجاتهم إليكِ فكوني حذرة ولا تستجيبي إلا لما أنتِ في حاجة إليه حقيقة.

= خامسا: هناك فئة من النساء تظل طوال الوقت تردد على مسامع أبنائها وبناتها أن الهدف الأسمى والأمل المنشود هو تحقيق الثراء حتى يشار إليهم بالبنان، وتَدين لهم متع الحياة الدنيا، وتنسي أن ذلك كان سببا لهلاك كثير من الأمم فإن هذا الهدف والسعي إليه هو من سفاسف الأمور التي يحذر الشرع منها.

= سادسا: تذكري أيتها الأخت الفاضلة أن شر أماكن الدنيا الأسواق، فليكن خروجك إليها إذا كان ذلك ولابد، فليكن لتحصيل حاجاتك الضرورية في أقل وقت، ولا تنفقي وقتك كما تفعل البعض في التسكع في الأسواق بلا هدف فإن ذلك يعرض الحواس للأذى ويصيب القلب بالصدأ.. {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36]، ولتكن صحبتك من الصالحات اللاتي يُعنَّ على التذكرة والنصح وتحقيق المصالح.

= سابعا: بعض النساء تستعبدها رغبة الشراء المسعورة فنجد الواحدةَ منهن تقتني أى شيء ثم يهمل بمجرد إقتنائه ثم لا تدري ما تملكه، ثم تعود فتسارع بشرائه إذا لاح لها، وقد يتكرر ذلك أكثر من مرة، ويبدو ذلك واضحا في الملابس وألعاب الأطفال فهي تلهث وراء الرغبة في الشراء وتَتبع ذلك بالإهمال ثم تشتكي وتتضرروتعود مسرعة لتحصيل المال للشراء والإقتناء وهكذا يكون الإفك فإحذري.

= ثامنا: لا تتغافلي عن متابعة بناتك في إختيارهن لرفيقاتهن حتى لايتعرضن لهدم ماتحاولين غرسه من القيم العالية، ويقعن فريسة لحب الشهوات ورسوخ المعايير الفاسدة للحكم على الأشياء والأشخاص.

= تاسعا: تظن بعض الأخوات أن الدعوة إلى التخفف من التصارع على زينة الحياة الدنيا تعني الإهمال والفوضى والعبث، فتصبح بيوتهن عشوائية غير مرتبة ولا نظيفة وتتكدس فيها أشياء لا قيمة لها ولا أهمية فالحرص كل الحرص على النظافة والنظام فإن ذلك قوام النجاح والطمأنينة.

وتفقدي ما عندك وإحرصي على أن تنالي البر بأن تكون نفقتك إلى المحتاجين مما تملكين وتحبين، ولا تمنعنك محبتك للإقتناء من البذل والتقرب إلى الله.

= عاشرا: تذكري أن الله قد حكم أن الحياة الدنيا متاع الغرور، ووصفها بأنها زينة وتفاخر بين الناس، وحذر سبحانه من ذلك بل وجه القرآن الكريم الرغبة الفطرية في الإنسان إلى التنافس والتسابق إلى معالي الأمور، فقال عز وجل: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ} [الحديد:21].

وحدد لنا مضمار السباق بذكر الدار الآخرة الباقية، وعدد لنا من نعيمها ثم قال سبحانه: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26].

الكاتب: تهاني الشروني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.